آثار كورونا على النفاذ إلى خدمات الصحة الجنسية والحق في الإجهاض الآمن
ضمن الحملة العالمية لحق النساء في الإجهاض الآمن، نظّمت مجموعة "توحيدة بن الشيخ" بتونس وشبكة الحق في نفاذ النساء إلى الإجهاض الآمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ندوة صحفية عن بعد لتقديم تقرير حول آثار جائحة كورونا ونتائجها على النفاذ إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية بما في ذلك الإجهاض الآمن وعرض نتائج الاستبيان الكمي في المنطقة حول فاعلية الطب عن بعد في الإجهاض الطبي.
وخلص التقرير، إلى أن المرأة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تقف ''في طليعة المستجيبين للأزمة الناجمة عن جائحة كوفيد -19 شأنها في ذلك شأن بقية النساء في جميع أنحاء العالم، وتعاني المرأة في منطقتنا من زيادة أعباء الرعاية غير مدفوعة الأجر ومن ارتفاع معدلات العنف القائم على النوع الاجتماعي كذلك تزامنا مع هذه الجائحة. إذ إن المعايير الاجتماعية والأطر القانونية التقييدية الموجودة في المنطقة تؤدي إلى تفاقم العقبات التي تواجهها المرأة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتعد أزمة كوفيد -19 لحظة مفصلية فيما يتعلق بمسألة المساواة بين الجنسين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتمثل فرصة لإعادة التفكير في الاحتياجات الصحية للمرأة. إذ سيكون تعافي المنطقة من آثار الجائحة على المدى الطويل رهين قدرتها على الاستفادة الكاملة من إمكانات كل من رجالها ونسائها''.
وأضاف التقرير أن جائحة كوفيد -19 أدخلت ''تغييرات لم يسبق لها مثيل على نمط حياة ملايين النساء والرجال والفتيات والفتيان في جميع أنحاء العالم. ولقد أظهرت حالات التفشي السابقة للأمراض المعدية أن الجوائح يمكن أن تكون سببا في حالات الطوارئ الإنسانية أو أن تكون وراء تفاقمها، بالإضافة إلى كونها تزيد من مخاطر تعرض النساء والفتيات إلى العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتقيد الحقوق وتعطل الخدمات الخاصة بالصحة الجنسية والإنجابية، ناهيك عن إمكانية الوصول إلى الإجهاض الآمن''.
وتابع التقرير ''أدت جائحة كوفيد -19 والإجراءات التقييدية المتعلقة بها إلى تعرض النساء والفتيات إلى مخاطر نفسية أكبر، فقد واجهت العديد منهن بالفعل تحديات من قبيل انعدام المساواة والتمييز بين الجنسين باعتبارهما ظاهرتين مترسختين في المنطقة. إذ تسببت هذه الجائحة في المزيد من فقدان السيطرة على الوضع بالنسبة إلى النساء والفتيات اللواتي عانين من النزوح القسري أو التشريد وغيرها من الضغوطات: فالفتيات في سن المراهقة قلقات بشأن طموحاتهن المستقبلية حيث أحدثت هذه الجائحة انقلابا جذريا فيما يتعلق بإمكانية تنقلهن وبقدرتهن على الذهاب إلى المدرسة وعلى صعيد الروابط الاجتماعية في فترة زمنية قصيرة''.
كما شدد التقرير على أن''فقدان كل من القدرة على التنقل والاستقلالية الشخصية يعرض النساء والفتيات لخطر الوقوع تحت سيطرة الرجال والفتيان وغيرهم ممن يتخذون القرارات نيابة عنهن. وأمام تراجع الخدمات والمنتجات الخاصة بالصحة الجنسية والإنجابية تزامنا مع الجائحة، تكون النساء والفتيات عرضة إلى خطر فقدان التحكم في أجسادهن. ويعني ذلك تباعا فقدان التحكم في مسار حياتهن ومستقبلهن وتعرض صحتهن وحقوقهن الجنسية والإنجابية إلى التهديد. ويمكن القول إجمالا إن حقوق النساء والفتيات والشابات مهددة بشدة من جراء الجائحة، وهناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات متضافرة وحازمة من جانب الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني والحكومات والجهات المانحة لضمان حماية وتمكين النساء والفتيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا''.
وفي ما يلي رابط التقريرين:
التطببيب عن بعد للصحة الجنسية والإنجابية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا